الاغتراب الاجتماعي لدى النساء ذوات الاعاقة

Abstract

يعد الانسان اجتماعياً بطبعه ويسعى دائماً أن يكون فرداً في مجتمع كبير يمارس حياة اجتماعية متكاملة ولذا فليس هناك اشق على نفس الفرد أن يعيش في عزلة عن مجتمعه في دائرة ضيقة كأنها سجن رهيب يعاني جسده وتعاني نفسيته ولا يبقى امامه غير أن يقاوم بشتى الوسائل سلبا او ايجابا فأما أن يندمج ويتكيف ويساير الواقع المفروض عليه أو أن يقع فريسة للعزلة والانطواء والاغتراب . كانت ولا زالت مشكلة الاغتراب من المشاكل الاجتماعية والنفسية والفلسفية التي اثارت اهتمام العلماء والباحثين والفلاسفة في مختلف المجالات وذلك لما لها من آثار سلبية بشكل فاعل في حياة الفرد بشكل خاص والمجتمع بشكل عام. لذا ضلت قضية النساء ذوات الاعاقة بعيدة عن الدراسة والتشخيص كونها الطرف الأكثر ضعفا والأكثر تأثيرا بالمتغيرات الاجتماعية التي تطرأ على حياة المجتمع . اذ تعرض العراقيون بسبب الازمات التي مروا بها والحروب والحصار والاحتلال الى ضغوط نفسية متواصلة أدت الى تكريس جملة من المشكلات والتحديات ولعل ابرز المشكلات الناجمة عن هذا التدهور، ارتفاع نسبة الفئات المهمشة ( الأرامل والايتام والمعوقين وغيرهم ) وبما أن المعاقين يمثلون شريحة اجتماعية كبيرة نسبيا وخصوصا في مجتمعنا العراقي نتيجة عدم الاستقرار الأمني في العراق وحدوث العمليات الارهابية التي أدت الى زيادة اعداد المعاقين فالنساء من ذوات الاعاقة لم يحضن بالرعاية والعناية المادية والمعنوية مقابل ماقدمن من صبر وتضحيات لديمومة الحياة في المجتمع الانساني . جعلت الظروف التي مر بها المجتمع العراقي من الاغتراب الاجتماعي ظاهرة ملحوظة يمكن أن نتسلمها ونتلمس اثارها على النساء ذوات الاعاقة . أذ أن فئة النساء ذوات الاعاقة هي فئة اجتماعية اصابها القدر باعاقة قلل من قدرتهن على القيام بأدوارهن الاجتماعية على الوجه الاكمل مثل الاشخاص العاديين فضلا عن ذلك فالاصابة بالاعاقة باعتبارها مشكلة اجتماعية وما تسببه من تأثيرات نفسية واجتماعية على ادوار المرأة المعاقة وعلاقتها الاجتماعية وتأمين مستلزمات حياتها بشكل سليم وبالتالي سوف تؤثر على تكيفها مع المجتمع وتعيق اندماجها فيه واحساساً منا بتفاقم المشكلة قمنا باجراء بحثنا من اجل التعرف على العوامل الاجتماعية المؤدية الى شعور النساء ذوات الاعاقة بالاغتراب الاجتماعي فضلا عن ذلك ان الكثير من النساء ذوات الاعاقة لا يعين ما هو الاغتراب وماذا يعني لهن، لكنهن يشعرن بالانفصال والابتعاد وعدم الاندماج في المجتمع . لذلك سوف تكون هذه الشريحة المهمة في المجتمع هي محور دراستنا