التصورات الاجتماعیة للشباب العراقي لقضایاھم المعاصرة

Abstract

تشكل شريحة الشباب في البلدان النامية ، والتي تتراوح أعمارهم ما بين (١٤-٣٠) سنة نسبة عالية من سكان مجتمعاتهم ، إذ غالباً ما تزيد على نسبة ٣٠% من السكان ، وكثيرا ما تزيد نسبة الإناث على الذكور بسبب الحروب والصراعات المدمرة التي غالباً ما يكون الذكور ضحاياها المباشرين . إن إشكالية الشباب في الدول النامية تتمثل في احتوائها على شريحة طلاب المدارس الثانوية، والدراسة الجامعية الأولية ، فضلا عن اغلب موظفي الدولة ورجال القوات المسلحة ، وهم يشكلون أهم أدوات التغيير الاجتماعي ، والمكون البشري الرئيس للتنمية بمختلف أشكالها ، وان أي خلل في أوضاعهم الاجتماعية سوف ينعكس بشكل مباشر أو غير مباشر على واقع المجتمع والتصورات الاجتماعية لأجياله المتطلعة لمستقبل واعد . وفي العراق تأتي أهمية هذه الشريحة من عدة اعتبارات موضوعية ومجتمعية على حد سواء ، فعلى الرغم من كونهم يشكلون النسبة الرئيسة في القوى العاملة إلا إن اغلبهم غير متمدرسين ) خارج مؤسسات التعليم ) ويعانون من بطالة مقنعة او صريحة ، مما يعني إنهم عرضة للانحراف والتشرد والانتماء للجماعات الخارجة عن القانون الأمر الذي قد يجعلهم يشكلون خطرا حقيقيا على المجتمع الذي يحتويهم وان الاهتمام بهذه الشريحة له أهمية خاصة لكونها في مرحلة التكوين العلمي ) طلاب مدارس وجامعات والعملي ) عمال أو عاطلين عن العمل والاجتماعي ) إباء جدد وأصحاب قرار لأسرهم النامية ) مما يجعل لهذه الشريحة من هموم وتطلعات كبيرة تتمثل في الحصول على الوظيفة والعمل والسكن وشريك العمر. وقد تمتد رؤاهم وتطلعاتهم لتشمل تصوراتهم واتجاهاتهم لآليات الإصلاح الاجتماعي في المجتمع إذ ترى المدرسة التصورية الاجتماعية إن ما يدركه الأفراد والمجتمع ويفهمونه باعتباره واقعاً قائماً إنما هو بحد ذاته وليد التفاعل الاجتماعي بين الأفراد والجماعات