صورة المرأة العربیة في لوحات المستشرقین : دراسة نقدیة

Abstract

بدأت صورة المرأة العربية بالظهور مع ازدهار الفن الاستشراقي في القرن التاسع عشر ، إذ شكلت الموقع الأثير في ذهن الفنان الغربي فرصد من خلالها جاذبية الشرق وعبر عن توقه اليه وجاء هذا الرصد في سياق عملية استعمار الشرق عسكريا وفكريا وفنيا) ومن خلال هذا الاستعمار اخترق الأناء المذكر الأوربي الساخر المستعمر فضاء الشرق المؤنث المحجب . ١ مشكلة البحث : فسحرت اوربا بالحجاب والحريم وكما يؤكد الدوري (۲۰۱۰) ونفرت منهما في أن معاً ، فقد عمل هذا ان الرمز أن من جهة أولى على الحيلولة بين المراقب الأوربي ورؤية النساء [ كما هي في واقع حياتهن اليومية ] والاتصال بهن مما ايقظ لديه مشاعر الاحباط والسلوك العدواني ... ومن جهة أخرى فقد وفر ذلك للغرب [ وخاصة الفنانين | فرصة الجموح بالخيال والتلويح بتجارب غريبة وشهوانية مع [ تلك الجميلة المجبة ] . حيث اعتبرت المرأة العربية عامة والمعلمة بشكل خاص وكما صورها الفنانون المستشرقون بأنها مخلوق مسكين مستكين فحجم ينتمي الى حريم احد الاثرياء ونتيجة النظرة العدائية التي انشأتها تلك الجميلة المحجبة في نفوس الغرب رد المستشرقون على اقناعها بمحاولاتهم التلصص من ثقب الباب لذلك نراهم مهووسين بتصوير النساء في مخادعهن أو على شرفات البيوت بوضعيات صحيحة وبأوضاع جنسية رغم أن أغلبهم لم يدخل مخدعها أبدا . " فأحتل تصوير أكرملك مكاناً مميزاً في لوحات المستشرقين ولأنه [ كما ذكرنا سابقا ] أن أحدهم ليدخل مخدع أمرأة شرقية ، فقد أحتل الخيال مكان الواقع وتحديداً أشتغل الخيال ببعده الجنسي " (ثورنتون ، (۲۰۰۷) . فبرزت نتيجة لذلك صورة المرأة (الحريم) وهي مرتحية بين الوسائد الحريرية وهي عارية أو ملتفة بالاردية الثمينة . فكان لهذه الصورة تأثير كبير على الذهن الغربي خصوصاً لما يحتله الفن في تلك البلدان من مكانة مرموقة وموثوقة ، فأعتمدها نتيجة لذلك كصورة ايقونة ثابتة عن امرأة الشرق الأوسط