الأساليب النحوية في شعر الأوبئة

Abstract

يرصد هذا البحث "الأساليب النحوية في شعر الأوبئة"، من خلال بيان أهم هذه الأساليب، مع استشهادات متنوعة من شعراء من عصور مختلفة. وتحليل هذه النصوص تحليلا نحويا ولغويا. وقد استطاع هذا البحث الوقوف على الملكات اللغوية لشعراء التراث، والكشف عن قدراتهم الإبداعية حتى في وقت الأزمة والتحسر والفجيعة. لأن الأساليب النحوية في شعر الأوبئة ترتبط بالحالة الشعورية للشاعر، والتي تتراوح ما بين الرصد لمشاهد الموت والفقد، وما بين المعايشة الصعبة من خلال فقد الأحبة. ويبين هذا البحث تنوع الأساليب النحوية التي استخدمها الشعراء في التعبير عن تلك الحالة الصعبة والمأساوية. المقدمة: البحث في المستوى النحوي يكشف براعة الشاعر في تركيب الجمل، وفنيته في توظيف الأساليب للتعبير عن العاطفة المسيطرة عليه، فهو يكشف مدى براعة الشاعر الشعرية وحذاقته الفنية في تشكيل النص الشعري المؤثر، وكشف مغرياته الجمالية فنظم الكلمات وترتيبها في تراكيب متجانسة يضفي عليها الشاعر الكثير من مشاعره؛ فتظهر جمالية النظم عن طريق التلاحم القائم بين التركيب المبدع والشعور الخاص، أي بين الوسيلة الفنية والرؤية الداخلية لدى الشاعر، فظهور غنى لغة الشاعر وعمقها ليس بالكلمات فحسب، بل في الصياغات وطرق التركيب( ). وقد تنوعت الأساليب النحوية في شعر الأوبئة بما يظهر قدرة الشعراء على التنوع والاختلاف في اللغة الشعرية، ويدل ذلك أيضا على مقدرة الشعراء اللغوية، لأن تنوع الأساليب النحوية لدى الشاعر يدل على قوة شخصيته الشعرية. كما أن تنوع الأساليب النحوية في شعر الأوبئة يرتبط بالحالة الشعورية للشاعر، والتي تتراوح ما بين الرصد لمشاهد الموت والفقد، وما بين معايشة الموت والفقد في رؤية الشاعر لأحبائه وهم يموتون من جراء الإصابة بالوباء.