Please use this identifier to cite or link to this item: http://148.72.244.84/xmlui/handle/xmlui/12489
Title: مدى وعى معلمة الروضة ببعض مشكلات البيئة التكنولوجية
Authors: أمانى خميس محمد عثمان
راندا محمد مبروك المغربى
أحمد على حجاج
Issue Date: 2012
Publisher: مجلة الفتح للبحوث التربوية والنفسية
Citation: https://alfatehjournal.uodiyala.edu.iq/index.php/jfath
Series/Report no.: 16;1
Abstract: يتميز العصر الحالى بأنه ملئ بالتحديات ن تلك التحديات التى نشأت للتصدى لعصر العولمة والآثار التى يمكن أن تحدثها فى الكبار والصغار ، والتنافس والتقدم الكبير الذي حققته بعض الدول فيما يسمى بثورة الاتصالات وعالم التكنولوجيا ، والانفجار المعلوماتى. وتمثل البيئة المحيط الذي يحيط بنا ، ويشمل الغلاف الجوي ، ومظاهر الطقس ، والسطح ، والموقع ، وما يوجد من مظاهر العمران ووسائل الإنتاج الزراعي والصناعي ووسائل المواصلات ، وما إليها . (نوال ياسين ، 2000 : 14) وتتكون البيئة من الإطار الفيزيقي : الذي يمثل الأساس الطبيعي لكافة الكائنات ، والإطار الاجتماعي : الذي يمثل الأفراد والجماعات ، والإطار التكنولوجي : ويمثل ما قام الإنسان باختراعه وتطويعه مستخدماً التكنولوجيا الحديثة من أجل التكيف مع البيئة . (محمد بسيوني وآخرون ، 1999 : 109 ؛ محمد عبد العزيز ، 1999 : 13-14 ؛ محمد بنهات ، 1999 : 12) وتعني البيئة التكنولوجية كل ما يتأثر بالتكنولوجية في مجال بيئة العمل أو المعيشة أو النقل الخاص بالإنسان ، وهذه المنظومة هي حصيلة أو إنتاج التعامل بين المجتمعات البشرية والبيئة الطبيعية في مراحل زمنية سابقة ، كما أنها تتطور تبعاً لتطور العلاقة التبادلية للموارد بين الإنسان والطبيعة ، وتشتمل هذه البيئة على أنظمة متعددة تتدرج من أنظمة محورة من قبل الإنسان إلى أنظمة صنعها الإنسان بكاملها.(محمد أرناؤوط ،1997:36) فلا يغيب عن أذهاننا أن العالم يتجه نحو نظام عالمي جديد يتغير فيه نمط الحياة تماماً ، والتي تشهد سرعة المتغيرات ، والتي فرضت نوعية جديدة من التكنولوجيا المتقدمة . (أحمد إبراهيم ، 2002 : 56) وكان الهدف الأساسي من هذه التكنولوجيا هو توفير الوقت ، وتيسير الحياة للإنسان ، كانت في الأصل أداة ووسيلة وخادماً للإنسان ، إلا أنها في كثير من الأحيان ، وفي عدد من البلدان تحولت إلى مارد انطلق من عقاله ، وتحول إلى سيد يتحكم في الإنسان ، ويلتهم وقته وتركيزه ، ويجور على حقه في الحياة في جوهرها الحقيقي الإنساني ، فهي – التكنولوجيا – ليست خيراً خالصاً باستمرار ، وليست شراً مستطيراً على طول الخط ، وإنما يتوقف ذلك على الإنسان ، صانع هذه التكنولوجيا ، ومكتشفها ، ومستخدمها . فهي في النهاية أداة ، ولكن إن تحولت إلى سيد أو ديكتاتور أو سيطرت على الإنسان ، فإن ذلك يشكل خطراً مستطيراً عليه وعلى حياته . (حسين بهاء الدين ، 2000 : 26-27) فإن التلوث البيئي ينشأ من ملوثات مباشرة ناتجة عن النشاط الإنساني ، والتقدم التكنولوجي المتزايد ، وتؤثر هذه الملوثات في عناصر البيئة التي يعيش فيها الإنسان من هواء يتنفسه ، أو ماء يشربه ، أو كائنات حية ، أو أرض يحيا بها . ومن هنا فإن ضرر التلوث يكون موجهاً بصفة أساسية للإنسان ، مؤدياً إلى ما يزعجه ويضر بصحته . (Raven P.H., & Others, 1997:45) ويقسم التلوث على أساس طبيعة المكونات إلى نوعين ، ملوثات طبيعية : وهي الملوثات النابعة من مكونات البيئة ذاتها ، وملوثات صناعية (مستحدثة) : وهي تتكون نتيجة لما استخدمه الإنسان في البيئة من ملوثات ، وما ابتكره من مواد مختلفة صناعياً ، كتلك الناتجة عن الصناعات التحضيرية الذرية ووسائل المواصلات ، وما تسببه من ملوثات غازية وضوضاء وخلافه . (محمد أرناؤوط ، 1997 : 12) فقد أوضحت نتائج دراسة "هوانج بينج" Huang, P. (2001) أن المشاكل البيئية في ارتفاع مستمر، وهي تتركز في ثلاث مشكلات رئيسة هي : المعلومات ، الإدراك والمواقف ، السلوك . فنحن في عصرنا الحالي نعيش وسط آلاف السموم ، فنستعمل المبيدات في المزارع وفي المنازل ، وتحيط بنا في الهواء الذي نتنفسه نواتج احتراق وقود السيارات ومخلفات المصانع ، وتصلنا الكثير من الكيماويات المصنعة ، والمضافة للغذاء ، بغرض إطالة زمن حفظه ، أو تحسين لونه ، أو طعمه ، أو رائحته. (حسين العروسي ، 1998 : 107) وفي هذا الصدد يشير حسين بهاء الدين (2000 : 31) إلى أن بعض المجتمعات بدأت تعاني من ظاهرة التلوث التكنولوجي ، ومن أعراض هذه المظاهر زوال الحاجز بين الوهم والحقيقة ، وانقيادهم الأعمى إلى الاعتماد الكلي عليها ، واعتمادهم على الحلول السهلة : (الوجبات الجاهزة ،واجهزة المنزل الأوتوماتيكية ، الإنسان الآلي الذي يقوم بالتنظيف) ، وتشكل ظاهرة الاعتماد على التكنولوجيا خطراً على سلوك البشر ، وتقلل من اعتمادهم على الذات ، وتعزيهم بالحلول السهلة ، فضلاً عن افتقارهم إلى الأمن ... الخ . بدأت اليوم في إطار التكنولوجيا المتطورة تنشأ ثقافة العنف في كثير من البلاد المتقدمة والنامية على حد سواء ، فإذا كانت القنوات التليفزيونية المحلية تضع ضوابط صارمة في نقلها مشاهد العنف ، وتحرص على التقليل – ما أمكن – من تلك المشاهد ، فإن ظهور القنوات التليفزيونية الدولية عبر أقمار الفضاء أدخلها حلبة التنافس في تقديم المواد الإخبارية ، وفي الكشف عن تفصيلات الأحداث والوقائع ، بما في ذلك تفصيلات أحداث وقائع العنف كالقتل والحروب والنزاعات ، ولهذا فإن الأجواء التي تشكلها الفضائيات من حول الكبار ، ومن حول الأطفال هي أجواء مثقلة بأفعال الرعب ، ومشحونة بالعنف ، وهكذا فإن الأطفال بفعل التليفزيون يترعرعون في مناخ تشوبه صور النزاعات والحروب والكوارث ، وتبدو لهم ويلات النزاعات ، وكأنها أقدار يومية . إن مشاهد العنف لها تأثير كبير غير محدود على طبع سلوك الأطفال بالعدوانية، والميل إلى ممارسة العنف كوسيلة للدفاع عن الذات . (هدى نعمان ، 2003 : 135) ومن جانب آخر يمكن أن تتضمن التأثيرات ميل الأطفال إلى اللامبالاة العاطفية ، وذلك أن تكرر تعرض الأطفال لمشاهد النزاعات المسلحة يقلل بمرور الوقت من حدود اكتراث الأطفال بما يحصل من أحداث واقعية في الحياة اليومية ، وكثيراً ما يشاهد الأطفال أحداثاً مؤلمة ، ومع هذا تكون ردود أفعالهم عابرة ، وبوجه عام فإن اللامبالاة العاطفية قد تقود إلى قدر من التبلد العاطفي ، أو إضعاف مستوى النمو الانفعالي للطفل . (هادي نعمان ، 2002 : 21) هذا ما أشارت إليه دراسة عزت جرجس (1999) حيث أظهرت أن مشاهد القتل وإطلاق النار وسفك الدماء بطريقة عشوائية ، ومناظر الاغتصاب العنيف ، وتهتك الأجسام ، وغيرها تؤدي باستمرار الفرجة عليها إلى تبلد المشاعر واللامبالاة ، واعتبارها شيئاً طبيعياً . فلقد أسهم التغير الاقتصادي على المستوى العالمي ، وفي النطاق المحلي على التوجه الكبير نحو تسويق منتجات استهلاكية للأطفال ، إذ يشكل الأطفال هدفاً استراتيجياً لمنتجي السلع الاستهلاكية ، وأمام إغراء السلع الاستهلاكية تتزايد متطلبات الأطفال ، وترتفع توقعاتهم المادية ، وفي المقابل تقل قناعتهم وإحساسهم بالرضا والإشباع النفسي ، مما يؤدي إلى خلق ضغوط مادية على الأسرة ، ويحدث توتر في العلاقات . (Khalifa, H., 2000: 1) وقد أثبتت دراسة المنصف وناس (2000) أن الطفل الذي يظل وحيداً – ولمدة طويلة – يشاهد التليفزيون ، ولاسيما البرامج العنيفة ، لن يكون طفلاً سعيداً ، إن التليفزيون يتحكم في توجيه القيم الجمالية ، والذهنية ، والسلوكية ، واللباسية ، وحتى كيفية التعامل مع الأقران . وقد تبين من دراسة قام بها فريق من الباحثين بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية في مصر أن الطفل المصري يمكث أمام شاشة التليفزيون (2000) ساعة في العام ، أي (83) يوماً ، أي خُمس السنة ، خُمس عمره ، ويلاحظ أن كثيراً من أفلام الكبار أكثر جذباً للأطفال من البرامج والأفلام الموجهة إليهم ، إن ذلك يصيب جانباً كبيراً من هؤلاء الأطفال بالقلق من المستقبل ، فهم يتصورون أنهم سيقابلون حتماً المشكلات نفسها التي شاهدوها في أفلام الكبار.(رجب السيد ، 2003 : 20) وعلى هذا الأساس فقد أوصت دراسة أديب عقيل (2003) بالتخفيف من ساعات المشاهدة الطويلة ، نظراً لانعكاساتها السلبية على الصحة والذاكرة ، فالأطفال الذين يقضون ساعات طويلة في المشاهدة يعانون من البدانة ، نتيجة لأكلهم كميات كبيرة من الأطعمة والحلويات ، وعدم الحركة أثناء الجلوس الطويل ، وبذلك يعرض الفرد لأمراض الدم ، والسكر ، والروماتيزم ، والسمنة . فقد أثبتت الدراسات المحلية والعالمية أن مشاهدة التليفزيون لفترات طويلة لها تأثير سيء على صحة الأطفال ، حيث تؤدي إلى زيادة الوزن نتيجة قلة الحركة والأكل أمام التليفزيون . (Robinsons,T., 1999) كما حذر محمد أرناؤوط (1997: 216-217) بتجنب الجلوس لفترات طويلة أمام أجهزة التليفزيون والكمبيوتر ، والتي تبث كميات من الموجات الألكتروستاتيكية التي تنتقل عبر الهواء عند استعمالها ، وقد تؤثر على الإنسان وعلى عينه ، كما أن الأشعة فوق البنفسجية تلعب دوراً مهماً في التأثير على المشاهد لفترة طويلة. ويمكن القول أن الطفل يجد في الكمبيوتر عالماً رحباً حافلاً بصنوف الألعاب المبهرة بالصوت والصورة والموسيقى ، مع فرصة للمشاركة في الألعاب ، وتحقيق الانتصار ، خاصة أن ألعاب الكمبيوتر كثيرة ومتعددة ،ويلاحظ أن النمو الحركي فيما تقدمه ألعاب الكمبيوتر شبه معدومة ، كما أن عينا الطفل معلقتان بشاشة الكمبيوتر مع المؤثرات الصوتية والموسيقى الصاخبة التي قد تستولي على الجهاز العصبي للطفل ، مما يحتاج لعرضه على الطبيب المختص . (عبد البديع قمحاوي ، 2001 : 17) وإذا امتد الأمر إلى الإنترنت كأحد المعطيات التكنولوجية الحديثة التي فرضت نفسها على ساحة الحياة العصرية بما تحمل في جعبتها من فرص وتحديات للإنسانية ، إذ تمثل منبعاً معرفياً مهماً إذا ما أحسن استخدامها ، إلا أن شبكة الإنترنت قد تشكل أيضاً تهديداً خطيراً للقيم الأخلاقية والدينية والثقافية للأطفال ، إذا ما غاب الدور الإرشادي الذي من شأنه يُجنب هؤلاء الأطفال أضراراً قد يكون لها انعكاساتها الاجتماعية والثقافية والسلوكية الخطيرة . (محمد الزغير ، 2003 : 231) وإذا أضفنا إلى ذلك التقدم الحضاري الذي نعيشه اليوم ، وما يتبعه من تطور تقني سريع ، وظهور بعض الصناعات الجديدة ، وما يتبع ذلك من استخدامات مختلفة لمنتجات هذه الصناعات المتطورة ، برزت اليوم صناعة حديثة مثل صناعة البلاستيك ، التي تقدم منتجات بلاستيكية ، وكذلك الأكواب والأطباق البلاستيكية ، التي أصبحت تستخدم اليوم بكميات كبيرة جداً لحفظ اللحوم والخضروات ومعظم المنتجات الغذائية بكافة أنواعها ، بالإضافة إلى منتجات الألبان ، بل إن استخدامها امتد إلى بعض أنواع الأغذية اليوم. وقد أثبتت الدراسات الحديثة مدى الخطورة التي تنتظر الإنسان على المستوى الصحي والنفسي بسبب استخدام تلك الأكياس البلاستيكية ، حيث تنشأ أمراض عديدة عن طريق المواد الداخلة في صناعة تلك المنتجات البلاستيكية ، والتي تذوب في الأطعمة المحفوظة ، أو المعبأة بداخلها . (حسن شحاتة ، 1994 : 8) وعلى جانب آخر أكدت الدراسة التي قامت بها وكالة البيئة اليابانية أن تليفون الجيب " الجوال" أصبح يشكل خطراً ومصدراً كبيراً للضرر في أكثر من اتجاه ، أهمها ما يمكن أن يصيب البشر . فقد ثبت أن التليفون المحمول يؤثر على عمل خلايا المخ بالإنسان ، كما يؤثر على تحركات وفرامل السيارات ، بل ويتسبب في وقوع الكثير من الحوادث ، بالإضافة إلى أنه يتسبب في خطر كبير بالمستشفيات ، حيث يمكن أن يعطل الأجهزة الطبية مثل : أجهزة الأشعة ، والقلب ، والرئة ، وأجهزة الإنذار التي تشير إلى تدهور حالة المريض أو دخوله مرحلة الخطر ، وغيرها ، وليس هذا فقط تلوث ناتج عن استخدام الأجهزة الحديثة ، ولكن هناك تلوثات ناتجة عن أجهزة أخرى مثل التكييف – التي تعتبر وسطاً ملائماً لنمو كثير من الميكروبات المرضية بمرشحات الهواء بها – مما تسبب للإنسان أمراض الرئة والحساسية ، كما أن التواجد أمام أجهزة تصوير المستندات ، وكذلك أجهزة الطباعة التي تعمل بالليزر في حجرات صغيرة غير متجددة الهواء ، حيث يتصاعد غاز الأوزون ، وهو غاز له رائحة نفاذة ، حيث التعرض لمثل هذا الغاز لمدة (15) دقيقة يسبب احتقاناً في العين والأنف والحنجرة ، ويكون مصحوباً بصداع شديد .(محمد أرناؤوط ، 1997 : 44 ، 218) والأخطر من ذلك هو الاستخدام المتكرر للمبيدات الحشرية المنزلية القاتلة للذباب والبعوض والحشرات الزاحفة وغيرها ، مما يترك أثراً ضاراً على الجهاز التنفسي والكبد . (حسن شحاتة ، 2000: 81) فقد أثبتت دراسة فاتن عبد اللطيف وهالة الجرواني Abed El-Latif, F., & El-Grwany, H (1999) أن تلوث الهواء يؤثر سلباً على صحة الطفل وتحصيله الدراسي ، كما أوضحت دراسة "جيهان حسني "، وصلاح الكافي Hosny, G., & El-Koffa, S. (2002) أن تعرض الأطفال للمواد الكيماوية تساعد على إصابتهم للأمراض السرطانية. وهذا يدفعنا إلى إلقاء الضوء على دراسة يسر كاظم (2001) التي تؤكد أننا جميعاً محاصرون بالملوثات البيئية المختلفة التي تؤثر سلباً على المخ ، وتعوق عمله بكفاءة ، ويكون لهذه الملوثات تأثير سلبي أشد قوة على الأطفال ، حيث يكونون في مرحلة التكوين إلى جانب استمرار تعرضهم لهذه الملوثات لفترة زمنية أطول ، ومن هذه الملوثات الشديدة السمية على المخ الرصاص ، والكاديوم ، والمبيدات الحشرية ، كما أوضحت دراسة جيهان حسني وصلاح الكافي (2002) أن تعرض الأطفال للمواد الكيماوية يساعد على إصابتهم بالأمراض السرطانية . كما استخلصت نادية رشاد (1992 : 48) إلى أن الضوضاء يمكن أن يتسبب أيضاً في تغيير المحتوى الهرموني للدم ، مما ينتج عنه ازدياد في نبضات القلب ، وضيق الأوعية الدموية ، واتساع بؤرة العين ، وارتفاع ضغط الدم . وتضيف دراسة شاولا Chawla (1996) أن المستويات المرتفعة من الضوضاء في المسكن وخارجه تؤثر بالسلب على معالجة المعلومات ، وتؤخر ارتقاء اللغة . وعلى اعتبار أن فترة الطفولة من أهم الفترات في تكوين شخصية الفرد ، لذا كان الاهتمام بالطفولة المبكرة من أهم المعايير التي يقاس بها تحضر الأمم والشعوب ، وخاصة في الدول النامية ، حيث يعتبر الاهتمام بها حتمية حضارية يفرضها التحدي العلمي والتكنولوجي المعاصر الذي تواجهه هذه الدول . (هيام عاطف ، 2002 : 73) حيث إنها أفضل فترة للتعلم واكتساب الخبرات ، لأن الإدراك يبدأ في هذه المرحلة ، ويتطور بتطور حياة الطفل ، لذا كان على المحيطين بالطفل تدريبه على اكتساب المهارات المعرفية ، الحياتية ، بما يمكنه من الاعتماد على نفسه في المستقبل . (Blenkin, G., & Wholley, M., 1993: 14-15) وبناء على التصور السابق ، نستطيع أن نذهب إلى اعتبار أن المسئولية البيئية يمكن أن تأتي من الصغر عند اهتمامنا بالطفل ، وإعطاءه الفرصة للاحتكاك بالبيئة ، وخلق المواقف التي يمكن أن يكون لها أثراً في إرساء مبادئ التربية لديه فمما لاشك فيه أن الصحة هي هدف رئيس للتربية ، فالتربية الصحية من أولى الأهداف التي تسعى رياض الأطفال إلى تحقيقها . (Yerker, A., & Haras, K. M., 1997: 1) فقد أوصت المجالس القومية المتخصصة (2000) بضرورة الاهتمام بنشر الوعي الصحي والتعليمي بين الأطفال ، ونبذ العادات الصحية والاجتماعية السيئة ، بحيث يساعد الأطفال على تحويل المعلومات إلى ممارسات فعلية ، فلا شك في أن من أهم – إن لم يكن أهم شروط النمو السوي للطفل – سلامته الصحية ، ولعله من المفيد في أداء هذه المهمة أن يتم تدريب المعلمة على أساسيات المعارف الصحية ، مما يعينها على أداء دور المثقف الصحي داخل الروضة . (حامد عمار ، 2000 : 38) ؛ حيث إن المعلم هو أهم عضو في المجتمع المدرسي ، فهو المربي ، وناقل المعرفة ، والقدوة السلوكية والأخلاقية ، وله أدواره التأثيرية في سلوكيات الأطفال في هذه المرحلة المبكرة . (عماد الشموتي ، 2002 : 17) ولذلك اهتمت دراسة إكرام الجندي (2003) بتوعية معلمات رياض الأطفال بأهم الأخطار التي قد يتعرض لها الأطفال ، وكذلك سلوكيات الأمان والحذر التي تقي أطفالهن من التعرض لمثل هذه الأخطار ؛ حيث إن المعلم الجيد هو القلب النابض في الموقف التعليمي ، فإذا أحسن إعداد المعلم صلح حال التعليم ، مما يستتبعه صلاح حال الأمة ، لذلك فالمستحدثات والتطورات المستمرة لن تؤتي ثمارها بعيداً عن المعلم القادر على تأدية مهامه المسندة إليه بنجاح وبدون تقصير. فإن الإدراك الواعي لأهمية مرحلة رياض الأطفال ، والأهداف التي تسعى لتحقيقها لابد وأن يسايره ويواكبه إيمان متزايد وتقدير واع بضخامة المسئولية ، وسمو الرسالة التي تقوم بها معلمة رياض الأطفال ، وضرورة إعدادها الإعداد الملائم الذي يتناسب مع معظم مسئوليتها ، واعتبارها ركيزة أساسية من ركائز تحقيق رياض الأطفال لأهدافها . (محمد إسماعيل ، عيسى جابر ، 1992 : 6) حيث تلعب معلمة رياض الأطفال دوراً رئيساً في تحمل الجزء الأكبر في الرعاية الصحية للأطفال ، ومساعدتهم على العناية بصحتهم ، وممارستهم للعادات الصحية السليمة في حياتهم اليومية ، فهي المسئولة عن كل ما يتعلمه الطفل ، إلى جانب مهمة توجيه عملية نمو كل طفل من أطفالها في مرحلة حساسة من حياتهم.(هدى الناشف،1997 :143-145) وتأسيساً على ما سبق ، وإدراكاً لأهمية البيئة التكنولوجية ، وضرورة التثقيف الصحي للطفل تجاه بعض المشكلات الناتجة عن الآثار السلبية للعولمة (التلوث التكنولوجي) ، والمرتبطة بالمواقف الحياتية التي يتعرض لها الطفل ، وما يترتب عن ذلك من تأثير ضار على صحة الطفل والمجتمع ، تأتي هذه الدراسة للوقوف على مدى الوعي الصحي لمعلمة رياض الأطفال بطبيعة وحجم المشكلات البيئية التكنولوجية في ضوء العولمة ، وذلك حتى تستطيع إعداد الأطفال لتحقيق التفاعل الناجح والصحي بينهم وبين عناصر بيئتهم بما تشمله من عناصر ومجالات صناعية وإعلامية بصورة مبسطة ، وكذلك لتوجيه سلوكياتهم التوجيه الأمثل تجاه البيئة
URI: http://148.72.244.84:8080/xmlui/handle/xmlui/12489
ISSN: 1996-8752
Appears in Collections:مجلة الفتح / The Al-Fateh Journal for Educational and Psychological Research

Files in This Item:
File Description SizeFormat 
3.pdf528.99 kBAdobe PDFView/Open


Items in DSpace are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.