اثر تضمين نصوص من نهج البلاغة للإمام علي (عليه السلام) في تحصيل طلبة المرحلة الثانية في قسم اللغة العربية بكلية التربية الأساسية في مادة البلاغة العربية

Abstract

إن اللغة العربية ـ مسموعة او مكتوبة ـ هي أداة يستطيع الإنسان بوساطتها ان يتفاهم مع غيره من أفراد المجتمع في المواقف الحياتية المختلفة ، فبوساطتها يستطيع نقل أفكاره ، وأحاسيسه ، وحاجاته ، إلى غيره ممن يتعامل معهم . ( جابر : 1985 ، ص24 ) وعملية اكتساب اللغة من أهم الأهداف الرئيسة التي يسعى المربون لتحقيقها من خلال تدريس المواد العلمية في المواقف المختلفة وللمراحل التعليمية كافة . ومع إننا جميعا متفقون على أهمية اللغة العربية بوصفها اللغة القومية لأبناء الأمة العربية جميعهم فهي اللغة الرسمية في الأقطار العربية كلها ، وان التدريس بها يبدأ منذ نعومة الأظفار حتى نهاية المرحلة الجامعية على الرغم من ذلك كله ، فان هنالك ضعفا لدى طلبتنا في اللغة العربية وبفروعها كافة وللمراحل الدراسية كافة ، وهذا ما أشارت إليه معظم الدراسات والبحوث التي أجريت في موضوعاتها إذ أكدت ضعف المتعلمين في اللغة العربية كلاما ، وكتابة ، وقراءة ، واستماعا ، وعلى ما يبدو فان هذا الضعف ليس حدثا آنيا أو وليد ظروف معينة طارئة ، أنما كانت له جذوره ، فمنذ بدأ هذا القرن والصيحات تتعالى وتتوالى هنا وهناك تشكو ضعف الطلبة في اللغة العربية . ( المسعودي : 2000 ، ص16 ) . إن المشكلة ليست مشكلة اللغة العربية فحسب أنما مشكلة أهلها ومشكلة طرائق تعليمها ، فعلى الرغم من كثرة الدراسات التي أجريت لتيسير تدريس اللغة العربية فان الشكوى من ضعف الطلبة في فروعها المختلفة ومنها البلاغة ما تزال مستمرة. ( احمد : 1984 ، ص297 ) ونظرا لاتفاق جميع الدراسات والبحوث التجريبية على وجود اثر ظاهر في ضعف الطلبة في هذه المادة يعزو الباحثان مشكلة بحثهما الحالي إلى الأسباب الآتية: 1 ـ اغلب الدراسات التي اهتمت بدراسة البلاغة أظهرت وجود ضعف ظاهر في تعليم البلاغة وتعلمها ومنها ( دراسة الزهوي 1988 ، ودراسة الخالدي 1993 ، ودراسة الجنابي 2003 ، ودراسة الخفاجي 2004 ) وغيرها . 2 ـ هذا ما دعا الباحثان إلى ضرورة الوقوف على أسباب هذا الضعف في مادة البلاغة التي ما زالت تعاني صعوبة وضعفا ظاهرا في سير تعلمها وتعليمها . 3 ـ ان كتب البلاغة كغيرها من كتب المناهج لم تؤدي وظيفتها التي وضعت لأجلها. 4 ـ ليس من الغريب ان تجمد البلاغة بعد ان صارت تدرس بعيدا عن الموروث الأدبي ، فمن المستحسن ان نستشهد بنصوص من التراث العربي لننمي ذوق الطالب الأدبي . ( العمري : 1998 ، ص33 ) 5 ـ إن الغرض من تدريس البلاغة هو إدراك ما في النصوص الأدبية من أفكار ومعان سامية الأمر الذي يفترض ان يكون درسا شيقا غير مقصور على ترديد القواعد حتى صارت البلاغة أشبه بقواعد النحو والصرف جافة خالية من كل جمال. ( يونس :1977 ، ص234 ) 6 ـ لم تنل طرائق تدريس البلاغة ما نالته فروع اللغة العربية الأخرى ، إذ تسمت طرائق تدريسها بالقصور في الوصول بالطلبة إلى الغاية المنشودة .(شحاتة : 1992 , ص190 ) . 7 ـ إن اغلب دراسات الباحثين في هذا الباب شخصت مواطن الضعف رأت ضرورة إحداث التغير في الطرائق السائدة والأخذ بطرائق التدريس الحديثة. (القزاز: 1998 ، ص235 ) فصلا عما تقدم هنالك أسباب أخرى دفعت الباحثين لإجراء البحث الحالي ومنها ، اغلب التدريسيين استأنسوا بالفكرة ورأوا أنها تثير دافعية الطلبة نحو الدرس هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ندرة الدراسات التي تناولت تدريس البلاغة بتوظيف نصوص من نهج البلاغة للإمام علي (عيه السلام ) . كما اتفق الباحثان مع الآراء التي جعلت النصيب الأوفر من المشكلة يقع على الأسباب المذكورة آنفا ، لذا اعتمد الباحثان على توظيف نصوص من نهج البلاغة للإمام علي (عليه السلام ) في تدريس مادة البلاغة العربية عسى ان يكون لُبنة صغيرة في جدار كبير يؤدي في النهاية إلى تسهيل تدريس هذه المادة .