استراتيجيات إدارة الصف الجامعي

Abstract

لما كانت التربية ومازالت احدى العناصر الاساسية في بناء الانسان الجديد فالادارة التربوية عنصر بارز يؤثر في كفاية العملية التربوية وتحسين مردودها وتحقيق الاهداف التي تسعى لترجمتها لأهداف تربوية عامة للنظام التربوي واهداف المراحل الدراسية كافة (محضر ، 1987 : 33) وقد واجهت المحاولات الرامية لتطوير التعليم وتحسين جوانبه جملة من المتطلبات الرئيسية من اهمها وجود ادارة علمية حديثة قادرة على ان تؤدي دوراً قيادياً واساسياً في توجيه العملية التربوية وتحقيق اهدافها المطلوبة . لذلك تحتل الادارة في المجتمعات الحديثة عامة مكانة مهمة مرموقة وتزداد هذه اهمية قيمة ووزناً بازدياد ميادين النشاطات البشرية وتنوعها ، فالادارة في المنظور الحديث وظيفة انسانية يعتمد على نجاحها الى حد كبير على روح التعاون والمشاركة في المؤسسة وعلى قدرة الاداري على توظيف الطاقات والقدرات على نحو يضمن الحصول على اكبر قدر من الانتاج بأقل جهد وكلفة ومن هنا جاءت اهمية الادارة في كل قطاع من قطاعات الحياة الاقتصادية والسياسية والتربوية والاجتماعية والفكرية (عبد الدايم ، 1977 :74) . وتعد الادارة المدرسية التربوية مركزاً مهم داخل المجتمع المدرسي ، وتمثل الادارة اهمية قصوى في نجاح العملية التربوية ، فالقيادة التربوية ترتبط بنمط الشخصية والمهارات الادارية التي تسعى بمجمل اهدافها الى تشكيل الشخصية الانسانية للافراد وتمكنهم من اكتساب الصفات الاجتماعية من خلال النمو المتوازن عقلياً ونفسياً وفق الاطار الايديولوجي للمؤسسة التربوية ولهذا تعد ادارة الصف اكبر واشمل من بعض المعاني كالضبط والهدوء والالتزام بالتعليمات اذ تعني قيام المعلم بالعديد من الاعمال والمهام من حفظ النظام وتوفير المناخ العاطفي والاجتماعي وتنظيم البيئة الفيزيقية واستثمار الخبرات التعليمية وحسن التخطيط لها (عليش ، 2009 : 9) لذا يمكن القول بأن المعلم اذا فقد القدرة على ادارة الصف يفقد جانباً كبيراً من جوانب التعلم وهناك ترابطاً وثيقاً بين قدرة المعلم على ادارة الصف وما يتمتع به من سمات ومزايا شخصية فالشخصية الهادئة المتزنة الموسومة باللباقة والحزم وحسن التصرف اقدر على ادارة الصف من المعلم السريع الانفعال وغير قادر على التحكم في انفعالاته . (ابو جادو ،1997: 225) ولهذا فان التعلم الفعال يحتاج الى اجواء منظمة هادئة كما يحتاج الى جدية واهتمام وحسن التفاعل بين اطراف الموقف التعليمي ومن المهم ان يتعرف المعلم على كل الانماط السلوكية التي من شأنها ان تحقق هذه الاجواء الصحية في الصف ويتجنب كل ما من شأنه ان يعيق النمو ويخذل التعلم (الخطيب ، 1) . ولهذا اصبحت الجامعة اليوم تمثل عنصراً اساسياً من عناصر النظام التعليمي في الوقت الحاضر مطالبة بحسن سير العملية التربوية والعمل على تجديدها وتطويرها عن طريق احداث التغيرات اللازمة لذلك ولاجل تحقيق هذا المستوى لابد من الوقوف على متطلبات العملية التعليمية والتي تعد ادارة الصف من اهم السبل التي بواسطتها ادامة العملية التربوية وتحسين مخرجاتها العلمية . وعلى هذا الاساس تعد ادارة الصف هي المطلب الرئيسي لعملية التعليم الفعال وتعد المهمة الاساسية والجوهرية والاكثر صعوبة لأي تدريسي هي المقدرة على ضبط الصف لانه ذا دلالة واضحة على فهم فعالية التدريس الذي يتصل بالتعليم الصفي وادارته باسلوب انساني وديمقراطي . (Arend , p: 775) ان ادارة الصف تتطلب المزيد من الجهود لجعلها منسجمة مع اهداف العملية التربوية وفي هذا الصدد اجريت دراسات عديدة حول انماط السلوك الصفي المفضل من قبل كل من توماس (Tomas) وبيكر (Becker) والتي اظهرت تلك الدراسات ان الابتسامات واستخدام الثناء له وقع ايجابي في نفوس الطلبة وبالتالي ينعكس ايجابياً على ادارة الصف . (الرشايدة : 97) ولهذا تعد ادارة الصف فناً وعلماً فمن الناحية الفنية تعتمد هذه الادارة على شخصية القائم بالتدريس واسلوبه في عملية التعامل مع الطلبة في داخل الصف وخارجه وتعد ادارة الصف علماً بذاته وبقوانينه واجراءاته . (مطاوع : 2) ولهذا يقع على عاتق الجامعة اعداد كفاءات بشرية متخصصة في المعرفة لكي يمارسوا دورهم ليكونوا قادة في المستقبل ولهذا يتطلب من التدريسيون مهارات غاية في الاهمية وتكون فاعلة في توجيه سلوك الطلبة في الاتجاه الذي يكون منتج وفعال . (ابو جادو : 122) ولهذا يعد مفهوم ادارة الصف من المفاهيم الحديثة الذي ظهر واضحاً في تغيير كل ما يبذل في غرفة الصف من جهد لغرض توفير المناخ التعليمي الملائم لبلوغ الاهداف التعليمية التي ينبغي ان يكون مخطط له بإتقان وكما يرتبط هذا المفهوم بالعملية الادارية والتي تجعل من التدريسي يمارس دوره الاداري في غرفة الصف باعتباره منظمة يمارس داخلها مختلف العمليات الادارية مثل التخطيط والتنظيم والضبط كما يمارس داخلها مختلف عمليات القيادة لكي يمكن البلوغ بالطلبة الى تحقيق الاهداف التربوية . ان الحاجة اليوم ماسة الى تربية تتميز بالتخصص وتتسم بالعمق وتتجه باهدافها ووسائلها وطرقها الى نقل المعرفة الى الطلبة وتجعلهم متميزون بدافعية عالية للافادة من المعلومات العلمية لمواكبة العصر الذي يتميز بالتجديد والتطوير . (فارق : 285) ولذلك تعد الانماط السلوكية التي ينبغي ادراكها من قبل الطلبة بمثابة سلوك وتفاعل يمكن التعبير عنها بشكل مفاهيم وعبارات مثل الاحساس في العملية التدريسية والتعاون الديمقراطي واحترام اراء الطلبة المطروحة داخل الصف والاستثمار الافضل للوقت والقدرة على التصرف في المواقف الطارئة وان أي جهد يبذل من قبل التدريسي يهدف بالدرجة الاولى الى مساعدتهم في الوصول الى المستوى المناسب من عملية النجاح والنهوض في العملية التربوية . لقد اجريت دراسات كثيرة حول انماط السلوك الصفي المفضل وغير المفضل من قبل توماس (Thomas) وبيكر (Becker) وارمستونك (Armstong) اثبتت ان تفاعل المستمر مع طلبة الصف واستخدام الثناء والابتسامة لها وقع ايجابي في نفوس الطلبة داخل الصف بشكل يختلف عن استخدام التأنيب الكلامي والعقاب البدني كما اوضحت دراسات اخرى اهمية استخدام التعزيز المستمر لسلوك الطلبة لغرض الحصول على سلوك صفي مرغوب فيه ولكن في بعض الحالات يتطلب من التدريسي ان يأخذ جانب الحذر في اثناء التعامل الصفي لغرض ايقاف التصرف غير المقبول وهناك باحثين يفضلون التعامل الديمقراطي في ادارة الصف ولهم في ذلك مبرراتهم والتي منها ان يوفر حرية لطلبة الصف في اجراء مناقشات جماعية على احترام كرامة الفرد ورفض التخويف والعمل على بناء شخصية الطلبة بالاتجاه المرغوب فيها فضلاً على تطوير نمو الضمير والاستقرار النفسي . (Haring , p:8) ولهذا يعد التدريسي مصدر التفاعل الصفي الذي يرسل رسائل فورية الى الطلبة ولكن الطلبة ايضاً مصدر مهم في عملية التفاعل الصفي ولهذا من الخطأ ان لايشكر التدريسيون دور الطلبة وينظر اليهم انهم مستقبلون للمادة التعليمية فقط ومن خلال ما تقدم تعد اهمية البحث الحالي من خلال ما يلي : 1- الوقوف على مدى امتلاك التدريسيين في الجامعة الخبرة العلمية في ادارة الصف . 2- يوفر الاساس المناسب في تزويد الطلبة بالمفاهيم السلوكية التي تتفق مع مهنة التدريس . 3- تعد ادارة الصف ذات اهمية كبيرة للتدريس لانها تجعل منه منابع لما يدور في الادبيات التي تعمل على تزويدهم بالخبرات العلمية على كيفية ادارة الصف . 4- يمكن الاستفادة من البحث للوقوف على اهم المشكلات التي تعاني منها العملية التربوية . 5- تعزيز الجوانب الايجابية لعملية التدريس ومعالجة السلبيات التي تحدث داخل الصف .