القيم الأخلاقية في الفكر التربوي عند الحسن البصري والماوردي

Abstract

مقدمة : ان موضوع القيم الاخلاقية من المواضيع التي اولاها المفكرون عامة ، والعرب المسلمون خاصة اهتماما يليق بخطورة المسألة الاخلاقية في الفلسفة عامة ، فالاسلام يريد تكوين الفرد في ضوء نظريته الاخلاقية لا حسب ما يريد المجتمع بل حسب مايريده هو من تكويم مجتمع اخلاقي عن طريق تربية افراده تربية اخلاقية . وعملية التنشئة الاجتماعية ، عملية تكيف الطفل لبيئته الاجتماعية ، وتشكيله على صورة مجتمعية ، وصياغته في القالب والشكل الذي يرتضيه ، فهي عملية تربية وتعليم تضطلع بها الاسرة والمعلمون ، بغية تعليم الطفل الامتثال لمطالب المجتمع والاندماج في ثقافته ، والخضوع لالتزاماته ، وتعليمه القيم السائدة ، ومجاراة الاخرين بوجه عام . والتنشئة الاجتماعية تقوم على ضبط سلوك الفرد وكفه عن الاعمال التي لايقبلها المجتمع وتشجيعه على مايرضاه منها ، حتى يكون متوافقا مع الثقافة التي يعيش فيها ، فالضبط الاجتماعي لازم لحفظ الحياة الاجتماعية ، وضروري لبقاء الانسان وطبيعة الانسان لاتكون بشرية صالحة للحياة الا بخضوعها لقيود النظم المختلفة من عادات وتقاليد وقيم وغير ذلك من الضوابط الاجتماعية التي تهذب النفس وتسمو بها ، بذلك يعيش الانسان في سلام مع غيره من الناس ويكتسب حبهم واحترامهم . ان المجتمع الاسلامي مجتمع ذو سمات مميزة ، ففيه الارتباطات والعلاقات لا تلغي شخصية الفرد ومقوماته ، ولاتذوب شخصيته في شخصية الجماعات او الدولة ولاتطلق فرداً جشعاً لا هم له الا ذاته ومنه تعمل البشرية الاسلامية على ان تطلق في الفرد دوافعه وطاقاته التي تؤدي الى الحركة والنماء ، وتتميز فيه النوازع والخصائص بما يحقق شخصيته الفردية وكيانه . وقد استند كل من ( الحسن البصري ) و ( الماوردي ) في وضع اسس وقواعد القيم الاخلاقية الى القران الكريم والاحاديث النبوية الشريفة والى ما اقره الصحابة والعلماء .