صعوبات تدريس التعبير الشفهي في المرحلتين المتوسطة والاعدادية من وجهة نظر المدرسين

Abstract

إنّ اللغة في حياة الأمة العربية لها شأن كبير وقيمة اعظم من قيمتها في حياة أية أمة أخرى فقد بلغت لغتنا درجة من الرقي أهلتها لان ينزل بها اعظم كتاب عرفته البشرية ، فهي من أوسع لغات العالم ثروة ، لما لها من قابلية لمجاراة الزمن والتطور معتمدة على طبيعتها في النحت والاشتقاق والتعريب والترادف والتضاد، وهي وسيلة التعبير عما في نفوسنا نحن أبناء الأمة العربية عن مظاهر الحياة جميعها وأنشطتها ، وهي من مقومات الوحدة القومية . وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة لدرس التعبير الشفهي ما زال هذا الدرس بعيدا عن أن يحقق الأغراض التي يراد به أن ينتهي إليها ، بسبب الصعوبات التي أكدها كثير من مدرسي اللغة العربية ومدرساتها في المرحلة الإعدادية ، وكذلك أكدتها الكثير من الأدبيات والدراسات ، وأن صعوبات تدريس التعبير الشفهي التي تعيق تحقيق الأهداف الموضوعة ، تعود إلى مجالات متعددة مثل مجال الأهداف ، ومجال اختيار الموضوعات ، ومجال طرائق التدريس وأساليبها ، ومجال مدرسي اللغة العربية ومدرساتها ، ومجال التقويم ، وانطلاقا من أهمية التعبير الشفهي ، وأهمية المرحلة الإعدادية ، ومن اجل الوقوف على الصعوبات التي تواجه مدرسي اللغة العربية ومدرساتها في المرحلتين المتوسطة و الإعدادية ، وإيجاد الحلول المقترحة لها أعدت هذه الدراسة . يهدف البحث الحالي إلى تشخيص ( صعوبات تدريس التعبير الشفهي في المرحلتين المتوسطة والإعدادية من وجهة نظر المدرسين ) . من خلال الإجابة عن الأسئلة آلاتية : 1. ما صعوبات تدريس التعبير الشفهي في المرحلتين المتوسطة و الإعدادية من وجهة نظر المدرسين؟ 2. ما مقترحات مدرسي اللغة العربية ومدرساتها للمساهمة في تذليل صعوبات تدريس التعبير الشفهي ودراسته ؟ ، يتألف مجتمع البحث من مدرسي اللغة العربية ومدرساتها ، ويشمل المدرسين والمدرسات الذين يدرسون اللغة العربية للطلبة في المدارس المتوسطة و الإعدادية ( للبنين والبنات ) في مركز محافظة ديالى للعام الدراسي (2011-2012) وكانت عينة الدراسة الاستطلاعية (25) مدرسا ومدرسة ، بواقع ( 12 ) مدرسا و ( 13 ) مدرسة ، وكانت عينة البحث الأساسية مكونة من عينة مدرسي اللغة العربية ومدرساتها قد ضمت المدرسين والمدرسات الذين يدرسون اللغة العربية لطلبة المرحلتين جميعهم في مدارس العينة الأساسية ، إذ بلغ عددهم (78) مدرساً ومدرسة . اعتمد الباحث الإستبانة أداة لتحقيق أهداف بحثه ، وزعت الصعوبات المستمدة من الدراسة الاستطلاعية ، والأدبيات ، والدراسات السابقة على ستة مجالات هي ( الأهداف ، واختيار الموضوعات ، وطرائق التدريس ، وأساليبها ، ومدرسو اللغة العربية ومدرساتها ، والطلبة ، والتقويم وعولجت نتائج البحث إحصائيا باستعمال الوسط المرجح ، والوزن المئوي ، ومعامل ارتباط بيرسون ، وسائل إحصائية لتحليل نتائج البحث ، واستعمل الباحث النسبة المئوية وسيلة حسابية اما نتائج البحث فقد شخصت نتائج إستبانة مدرسي اللغة العربية ومدرساتها صعوبات تدريس التعبير الشفهي ، وقد انحصرت حدتها بين ( 2.89 – 2,02 ) ، ووزنها المئوي بين (96.33 – 67,33 ) ، وبذلك يكون عدد الصعوبات الواقعية (63) صعوبة ، وعدد الصعوبات غير الواقعية (10) صعوبات ، ومن اهم نتائج هذه الإستبانة هي : 1. مدرسو اللغة العربية ومدرساتها أغلبهم لم يطلعوا على أهداف تدريس التعبير الشفهي. 2. لا يؤخذ بالحسبان رأي مدرسي اللغة العربية ومدرساتها عند وضع الأهداف 3. ضعف إرتباط الموضوعات بميول الطلبة وإهتماماتهم . 4. قلة الإفادة من المكتبة المدرسية في اختيار الموضوعات . 5. ندرة استعمال الوسائل التعليمية في أثناء تدريس التعبير الشفهي . 6. طرائق تدريس التعبير أغلبها غير قادرة على تنمية الجرأة الأدبية لدى الطلبة. 7. ضعف الكفاية التدريسية لمدرسي اللغة العربية ومدرساتها . 8. قلة التزام مدرسي اللغة العربية ومدرساتها أغلبهم اللغة الفصيحة في أثناء تدريس التعبير الشفهي . ومن أهم الاستنتاجات التي توصلت إليها الدراسة الحالية : 1. مدرسو اللغة العربية ومدرساتها أغلبهم لم يطلعوا على أهداف تدريس التعبير الشفهي . 2. ضعف إرتباط الأهداف بواقع تدريس التعبير الشفهي . 3. ضعف إرتباط الموضوعات بميول الطلبة وإهتماماتهم . 4. افتقار درس التعبير إلى منهج محدد . 5. ضعف الطرائق المستعملة في القضاء على الخجل والخوف لدى الطلبة . 6. ندرة استعمال الوسائل التعليمية في أثناء تدريس التعبير الشفهي . 7. ضعف الكفاية التدريسية لمدرسي اللغة العربية ومدرساتها أغلبهم . 8. ضعف قدرة أغلب مدرسي اللغة العربية ومدرساتها في تنمية رغبة الطلبة نحو درس التعبير الشفهي . في ضوء النتائج التي توصلت إليها الدراسة يوصى الباحث بتوصيات عدة منها : 9. ضرورة اطلاع مدرسي اللغة العربية ومدرساتها على أهداف تدريس التعبير الشفهي . 10. ضرورة الأخذ بآراء مدرسي اللغة العربية ومدرساتها عند وضع أهداف تدريس التعبير الشفهي . 11. إعطاء الحرية للطلبة في اختيار الموضوعات في درس التعبير الشفهي ، وأن تكون الموضوعات قريبة من نفوسهم ومرتبطة بميولهم وأهتماماتهم ، ليعبروا عنها برغبة ، وأن تتسم بالتنوع والتجدد والابتعاد عن الموضوعات التقليدية المكررة . 12. ضرورة العناية بمكتبات المدارس الإعدادية والثانوية ، وتشجيع مدرسي اللغة العربية ومدرساتها والطلبة على الإفادة منها ، وتذليل صعوبات الاستعارة وجعل المكتبة درسا منهجيا ، وتنويع نشاطاتها لأهميتها القصوى في علاج ضعف الطلبة في التعبير الشفهي . 13. أن لا يعتمد مدرسو اللغة العربية ومدرساتها على الطرائق التقليدية في تدريس التعبير الشفهي ، ويجب أن تكون الطرائق قادرة على القضاء على الخجل والخوف لدى الطلبة . وما توصل إليه من نتائج يقترح الباحث القيام بدراسات مشابهة للدراسة الحالية في مراحل تعليمية مختلفة .