لغة الصحافة الرياضية المكتوبة المتخصصة وتشجيع الرياضة في الجزائر

Abstract

لقد أصبحت الرياضة واقعًا اجتماعيًا مؤثرًا في جل المجتمعات المعاصرة، ووجها ممثلا لثقافة البلدان في المحافل الدولية ومقياسًا لدرجة التفوق والتطور في كافة الميادين، إذ دخلت الرياضة مجالات لم تقدر لا القوة الاقتصادية ولا العسكرية ولا السياسية الولوج إليها وهي التقريب بين الخصوم والأعداء وتهدئة الأوضاع في بعض المناطق المتوترة، كما حدث بين الكوريتين ودخولهما تحت لواء وعلم واحد في الألعاب الاولمبية، بحيث أصبحت الرياضة حاليا تتمتع بمؤسسات دولية واتحادات وطنية ومدارس تكوين وجامعات أما على مستوى التنافس فقد بلغت درجة من الاحترافية العالية سواء في الميدان أو التسيير أو الإشهار أو لغة التجارة وتنظيم البطولات ومن ناحية الأموال التي تصرف على اللاعبين وتطوير طرق التدريب، فلاقت الرياضة رواجًا إعلاميًا كبيرًا سواء الإعلام المرئي أو المسموع أو المقروء، لتغطية مختلف المنافسات وخاصة كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية، وفي بلادنا تلاقي الرياضة نفس الاهتمامات أما عن علاقتها بالإعلام عندنا فقد مرت بمرحلتين الأولى قبل الانتقال إلى اقتصاد السوق أين كان الأعلام موجه، ثم مرحلة المرور إلى الاحترافية حيث حاول الإعلام الرياضي المواكبة خاصة الإعلام المقروء وذلك بظهور جرائد جديدة رياضية أسبوعية و يومية، لكن مرور الرياضة في بلادنا إلى الاحترافية لم يمر دون مشاكل ولازال في مرحلته الانتقالية، نفس الشيء ينطبق على الإعلام الرياضي، فلا نتهمه لكنه ولظروف معينة ساهم بشكل سلبي بطريق أو بأخرى في الرياضة الجزائرية متأثرا ببغض الظروف والحاجة للانتشار وملأ الفراغ بأي طريقة وعدم توفر آنذاك إمكانات بشرية مؤهلة في هذه الميدان أو تدخل السياسة ورجال الأعمال وحتى المنافسة التجارية وغيرها من الظروف، فلغة الإعلام الملاحظة في إعلامنا الرياضي لغة لا تساعد في تطوير الرياضة والمنافسة الشريفة، إذ أصبحت الجرائد وعاء للخصومات ومشاكل الرياضة والمزايدات والمشاحنات بألفاظ تساهم فقط في الرداءة والتفرقة. مما لاشك فيه أن التداخل بين الإعلام والاتصال والميدان الرياضي أضحى عاملا بارزا في ساحة العلاقات العامة في أي مجتمع معاصر، فالرياضة ترسمت وباتت هيكلا منظما ومتكاملا بمؤسساته وقوانينه تتم فيه عملية تأطير الشباب قي جمعيات ونواد رياضية في تخصصات مختلفة تجمع بينهم منافسة مسيرة من قبل الاتحادات في مباريات رياضية يتلاقى فيها الجمهور الرياضي للتشجيع في إطار جمعيات الأنصار، وارتبطت بالرياضة أيضا بجوانب اقتصادية وتجارية تساهم فيها عن طريق الدعم المادي مقابل ضمان الإشهار بالمنتوج وكان حتميا أن ترتبط الرياضة بالإعلام بمختلف الصيغ في صورة تغطية إعلامية وحوارات وريبورتاجات خدمة للرياضة وتوجهها نحو الاتجاه الايجابي والممارسة الشريفة والاستمرارية دون تحيز أو مغالاة وهذا هو المنوط بالإعلام أو المنتظر منه لزيادة الثقة وتقوية العلاقات العامة لأن أي عبارة غير منتقاة تؤدي إلى اتصال سيء وبالتالي اتصال جماهيري جيد يخدم الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة، وذلك عن طريق التحليل الجيد للمقابلات الرياضية في البطولة وغيرها وشرح خطط اللعب التي اتخذها كل منافس ومدرب وذلك تماشيا مع عالم الاحتراف وزيادة المعلومات حول اللاعبين، لكن القارئ للإعلام الرياضي خصوصا الصحافة المكتوبة قد لا يؤكد ذلك فمنذ انتقال الرياضة إلى الاحترافية في بلادنا مع بعض الحرية في التسيير سادت بعض الفوضى والأنانية في الوسط الرياضي وكانت الصحافة الرياضية مسرحًا لها بدل أن تكون رادعا لها فغلبت السياسة والمزايدة والتراشق بين الفرق ورؤساء الفرق والاتهامات والتحيز في غياب التحليلات العلمية والاحترافية في تناول ونشر المواضيع فكانت النتيجة الحتمية لذلك تراجع الرياضة الجزائرية ولم يبقى من الاحترافية إلا الاسم، وللوقوف على حقيقة وواقع الإعلام الرياضي ومدى خدمته للرياضة والاحتراف عمدنا إلى جمع بعض الصحف الرياضية الواسعة الانتشار واستقراء مواضعها وعناوينها بالتحليل لمعرفة الدور الذي يقوم به الإعلام الرياضي المكتوب اتجاه الرياضة وهل لدينا إعلام رياضي محترف حقا من حيث الإمكانيات المسخرة له ومحتواه خصوصا تحليل الخبر الرياضي من حيث التكتيك والتكنيك واللغة المستعملة وهل كل من يعمل في الجريدة محلل أو مراسلين لا غير؟ أي هل الجريدة الرياضية استجابة لشروط الاحتراف ومقاييسه ؟