الطفيليون في العصر العباسي

Abstract

أما بعد فإن المجتمعات تجمع من أصناف الناس وصورهم المظاهر المتعددة ، ولكل بيئة ملامحها ، ولكل زمن وعصر سماته ، ولقد تعددت طبقات المجتمع العباسي وصور الناس فيه ، ولكل طبقة رؤيتها للاطعمة والمآدب ، ومنهم الطفيليون والأكلة. ان المصادر التأريخية والأدبية قد أتحفتنا بالروايات اللطيفة ، والأخبار الظريفة عن الأكلة والطفيليين وبيان أحوالهم ، ولنا في هذه الروايات تأمل كبير من روعة الوصف الى دقة التشبيه ، كما دلت على ان للحالة النفسية أثر كبير في إقبال الإنسان على النهم وكثرة الأكل إضافة للمحيط الاجتماعي الذي يؤثر تأثيرا كبيرا في ذلك أيضا. ان التطفيل يمثل ظاهرة مجتمعية عامة ، فلا يكاد مجتمع أو زمان يخلو منها ، وهي بعمومها انعكاس للحالة الدينية والاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية لذلك المجتمع ، وقد كان للعصر العباسي وخاصة الأول والثاني منه تواجد ملحوظ لهذه الطبقة ، فان الرفاهية والازدهار الاقتصادي الكبير الذي عاشه المجتمع ،وتفنن الناس على اختلاف طبقاتهم بموائدهم ومآدبهم اعطى الطفيليين سوقا رائجة لاتساع ألاحوال المعيشية. المقدمة الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أكرم الخلق سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد فإن المجتمعات تجمع من أصناف الناس وصورهم المظاهر المتعددة ، ولكل بيئة ملامحها ، ولكل زمن وعصر سماته ، ومن هنا فإن الباحث والدارس في الحياة الاجتماعية تشخص أمامه فئات اتخذت مسميات ومصطلحات تعرف بها ، ومن هؤلاء ( الطفيليون ) ، وهم لهم تواجد ظاهر على اختلاف تعدد الازمان والعصور ،وعلى تنوع المجتمعات وتباينها ، فهم يمثلون ظاهرة اجتماعية دائمة الحضور