الموسيقا والغناء في الدولة العربيّة الإسلامية العصر العباسي أنموذجًا دراسة تاريخية

Abstract

تُعدُّ الموسيقا إحدى الجوانب المهمة في الحضارة الشاملة، ولاسِيَّمَا إذا ارتكزت على الحياة الاجتماعية والتاريخ السياسي، وأَنَّها تتمتع بصلة وثيقة مع العناصر الحضارية، وأَنَّها تستند على أساس علميّ يتضمن الطبيعة، والرياضة، والفلك، والأدب، وسائر الفنون الأخرى، وقد تأثرت وأثرت بالشعر، وفن العمارة، والنحت، والرقص، وأَنَّ العرب أوّل من عنوا بالموسيقا في ناحيتها النّظرية والعملية، وذلك ببحث طبيعة الأبعاد الموسيقية، وقوانين، واهتزازات الأوتار، وموجات الصوت، وانتشار المسافات وتكوينها، والسلالم الموسيقية، ونظم التنغيم المختلفة، وقوانين الرنين، والنغمات المتوافقة والمتنافرة، واختلاف الألوان الصوتية للآلات الموسيقية إِلى معرفة دقيقة بأجزاء الأذن والحنجرة لما لها من أهمية قصوى في تعميق الإحساس بالموسيقا، ويرتبط تطور الموسيقا العراقيّة ارتباطًا وتلاحمًا بأحداث التاريخ العراقيّ، وبالتغيرات التي طرأت على الأحوال الثقافية. يبدأ العراق يؤدي دورًا مركزيًا في التاريخ الموسيقي منذ فجر التاريخ في الحضارات الأولى، ويتحدد على وفق تاريخ الأشوريين، وبما أَنَّ بغداد هي أَكبر مركز للإشعاع الموسيقي في العصر العباسي، إذ يستطاع الوصول إليها باستعمال الطرق البرية والبحرية، التي هي أقدم ممرات الطرق وأكثرها استعمالًا، ويترتب على ذلك إمكان تفسير الصلة الدائمة بين بغداد والبصرة لا تقتصر على الناحية التجارية، بل هي تشتمل على جوانب ثقافية وفكرية، وبهذا السبب يمكن الوصول إِلى فهم الدوافع التي حرص عليها الخلفاء في بغداد على دعوة المغنين، والعازفين، والشعراء في ضيافة بغداد.