الارهاب السيبراني وحماية الطفل منه

Abstract

تعد الجريمة الارهابية من أهم الجرائم التي انتشرت منذ فترة ليست بالقصيرة، على الصعيدين المحلي والدولي بعدما ان عمت تلك الجريمة شتى بقاع الأرض، فلم تعد مقصورة على بقعة دون الأخرى، وزادت شدة خطورتها من حيث اعتبارها تقوض كيان المجتمعات وتهدد السلم والأمن بين الدول اذ انها لا تهدف إلى الاعتداء على اشخاص بعينهم وانما ترمي الى بث الرعب والخوف في النفوس وذلك لدوافع متباينة، فالآثار الناجمة عن الاعمال الإرهابية تشكل خطرا على كل من الفرد والمجتمع، ومن هذه الآثار ما يطال النشاط الاقتصادي لاسيما النشاط السياحي .ومن منتصف القرن العشرين أخذ الارهاب أشكالا وصورا متعددة، إذ صار عابرا للدول والقارات يستخدم أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا ووسائل الاتصالات، ويستفيد من التقدم المذهل في صنع الأسلحة، اذ يجذب عالم الأنترنت والتكنولوجيا المنظمات الإرهابية نظرا لافتقاره لعناصر الرقابة و يمثل البيئة الملائمة لممارستهم الارهابية ونشر رسائل الكراهية والعنف التي تسيطر على وجدان الأفراد خاصة منهم الاطفال، لإفساد عقائدهم واذكاء تمردهم واستغلال معاناتهم في تحقيق مآرب خاصة تتعارض مع مصلحة المجتمع أو القيام بأعمال تخريبية بشكل يخفي هويتهم المباشرة وبصورة أبسط مما يقوم به الإرهابين الفعليين، اذ يحتاج الارهاب الفعلي الى أسلحة ومذرعات وقنابل وتحركات سرية قد تصيب أو تخفق، في حين يحتاج الإرهاب الإلكتروني الى بعض المعلومات حول الاشخاص المعنيين ليستطيع اقتحام الحواجز الإلكترونية. ومما يزيد من خطورته أن التقدم التكنولوجي لا يتوقف لبرهة وأنه لا يمكن لأي دولة في يومنا هذا أن تعيش بمعزل عن التكنولوجيا، لانها أصبحت من أهم وسائل التواصل العالمي وأداة ترابط بين دول العالم. اضافة الى ان شبكة الإنترنت بمختلف صفحاتها الالكترونية عالم مغري للأطفال ويعاد يكون جزء لا يتجزأ من ثقافة الاطفال اليومية على وجه الخصوص وباقي الفئات العمرية على وجه العموم ، حيث اصبحت مفردات شبكة الإنترنت وكل ما تحويه من محتوى جيد او ردئ في متناول الجميع وسهولة الوصول اليه ،وبات استعمال خدمات الشبكات الاجتماعية والبرامج الخاصة بالتواصل بأيديهم وأمرا بديهيا وواقع دائم وبالرغم من الخدمات التي يقدمها الانترنت تحمل قيمة وفائدة الا انها تعد قنبلة موقوته متاحة بالنسبة الفئات العمرية الصغيرة واخص بالذكر الاطفال اذا لم يكن هناك متابعة حقيقية وتوعية من قبل الاباء والامهات وأولياء الامور في كيفية الاستفادة من هذه الخدمات بالشكل السليم تلافيا للوقوع بمشكلات عديدة تترك اثارا سلبية على الطفل .