الإرهاب الدولي وانعكاساته على حقوق الإنسان في الشرق الأوسط

Abstract

المقدمـــــة إن الإرهاب أحد مصطلحات علم السياسة المعاصر والتي حظيت في العقود الثلاثة الأخيرة بالعديد من الدراسات والتحليلات بحيث أصبح له مضمونه المحدد في الدراسات السياسية .. فالإرهاب أولا.. شكل من أشكال العنف المنظم ولذلك لجأت المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة على استعمال مفهوم إجرائي للفعل الإرهابي بحيث أصبح هناك اتفاق عالمي على كثير من صور الإعمال الإرهابية مثل الاغتيال والتعذيب واختطاف الرهائن واحتجازهم , والإرهاب ثانيا.. أداة أو وسيلة لتحقيق أهداف سياسية ليس فقط في سياق المواجهة الداخلية بين السلطة السياسية وبين جماعات معارضة وإنما أداة للتعامل بين الدول , والإرهاب ثالثا.. يتضمن انتهاكا عمديا ليس فقط للقواعد القانونية المشروعة العامة وإنما أيضا للقواعد العرفية والدينية السائدة , فالإرهاب الذي نشهده ألان هو أداة لصراع سياسي تمليها إمكانات وظروف القوى التي تلجا إليه , وهذا يعني انه إذا ما توفرت الظروف وإمكانات اكبر فان تلك القوى تكون مستعدة لتطوير أدواتها وأساليبها .. وهذا الإرهاب منظم ومخطط وذو أهداف محدودة ومتراكـــمـــة, أي أنــــه جزء من استراتيـــــجيـــــــة معـــــدة سلفـــــاً يجري تنـــفيـــــذها على امتــــــداد الوطن بأكمله . بتعبير أخر أن الإرهاب هو رد فعل مزدوج , فهو من جهة أولى رد فعل على القهر والظلم , ومن جهة ثانية محاولة لكبح جماح رد الفعل هذا . ولابد من لفت الانتباه إلى أن البعض يتجه لإدانة الإرهاب الفردي ولكنه يحاول تبرير إرهاب الدولة , وفي الوقت نفسه يريد النيل من المقاومة الوطنية التي تستهدف طرد المحتل والدفاع عن الوطن متهما أعمالا بالإرهاب وممارسة العنف فانه يتناسى إرهاب الدولة أو الحكومة ضد شعب بكامله , كما وان البعض الأخر يبرر الإرهاب الفردي وقتل المدنيين الأبرياء بحجة الصراع مع العدو والاستخفاف بأرواح البشر, ولعل النظرة الحقوقية والإنسانية المتوازية تتجه إلى إدانة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره ومبرراته وفي الوقت الذي يدين القانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان الإرهاب الفردي والجماعي للجماعات والدول والأفراد فانه يقف إلى جانب المقاومة وحقها المشروع في استخدام جميع الوسائل بما فيه المسلحة دفاعا عن الوطن المغتصب والأرض المحتلة والاستيطان غير المشروع . إشكالية البحث : تعد ظاهرة الإرهاب الدولي من اخطر الظواهر التي تواجه المجتمع الدولي اليوم, وتتضح خطورة هذه الظاهرة في عدد ضحايا الإرهاب والخسائر المادية الناجمة عنه , ولا يقتصر الإرهاب اليوم على يرتكبها فردا أو مجموعة أفراد بدافع الحصول على منافع مادية أو سياسة بل أن يشمل أيضا الحملات الواسعة التي تشنه الدول لقمع حركات تحريرية وطنية أو لغرض سياسات أو اتجاهات داخلية أو خارجية على دول أخرى وهكذا يتحول الإرهاب إلى أداة من أدوات تنفيذ السياسة الخارجية والى وسيلة من وسائل التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ولاشك ان هذا يؤدي إلى تأزم العلاقات بينها مما قد يدفعها في النهاية إلى قطيعة أو نزاعات مسلحة مدمرة . ان التطور الذي تعيشه الأسرة الدولية وبصفة خاصة منذ نهاية الحرب الباردة ولحد الآن جعل من إرهاب الدولة احد العناصر الأساسية في ديناميكية التعامل الدولي المعاصر .. وأصبح استخدام الإرهاب أداة فاعلة من أدوات تنفيذ السياسة الخارجية وخاصة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية بسبب مجموعة من المتغيرات الدولية , منها ما يتعلق بخصائص المجتمع الدولي المعاصر ومنها ما يرتبط بالتغيرات التي تعيشها الأسرة الدولية , وأخيرا ما يعود إلى خصائص الإرهاب ذاته كأداة من أدوات العمل السياسي . إن هذه الخطورة التي ينطوي عليها الإرهاب وخاصة إرهاب الدولة هي التي دفعتنا إلى بحث هذه المشكلة باعتبار أن الإرهاب إحدى الأدوات الفاعلة في العمل السياسي في الوقت الراهن وخصوصا إزاء بعض بلدان العالم الثالث . إن الإرهاب بمفاهيمه المتعددة والمختلف عليها سيظل قائما طالما وجد الظلم والطغيان على الأرض ولن يوقف هذا الإرهاب أو يقلل منه إلا الرجوع إلى العدل وإنصاف الأفراد والشعوب واحترام الأقوياء للضعفاء وإحكام الإفراد والدول إلى القوانين والشرائع العادلة التي تنظم طبيعة العلاقة بين الجميع . أهداف البحث : يسعى هذا البحث إلى تحقيق جملة أهداف منها : 1 . توضيح مفهوم الإرهاب الدولي . 2 . إعطاء لمحه تاريخية عن الإرهاب الدولي . 3 . تحديد ابرز العوامل المؤدية إلى ارتكاب جريمة الإرهاب الدولي . 4 . آثار الإرهاب الدولي وانعكاساته على حقوق الإنسان في الشرق الأوسط هيكلية البحث : من اجل تقديم معالجة موضوعية لهذا البحث تم تقسيمه إلى ثلاثة مباحث رئيسية فضلا عن المقدمة واهم الاستنتاجات والمقترحات : تناول المبحث الأول توضيح مفهوم الإرهاب الدولي مع إعطاء لمحة تاريخية عن الإرهاب الدولي أما البحث الثاني تناول ابرز العوامل المؤدية إلى ارتكاب جريمة الإرهاب الدولي في حين ركز المبحث الثالث على الآثار المترتبة للإرهاب الدولي وانعكاساته على حقوق الإنسان في الشرق الأوسط .