الإرهاب المعلوماتي وآليات الحد منه

Abstract

شهدت المجتمعات البشرية قديماً وحديثاً شتى صنوف الجرائم راح ضحيتها الملايين عبر العصور قبل أن توصف تلك الجرائم وتحدد أطراً قانونية لمحاكمة المسؤولين عنها، ولعل أبرز ما ظهر من صور فظيعة ما سُمي بالجرائم الإرهابية. إشكالية البحث : مما لا شك فيه ً أن أحداً لا يستطيع أن ينكر أو يتجاهل التغييرات الجوهرية التي أحدثتها الثورة المعلوماتية في المجالات الاقتصادية والسياسية ولاجتماعية ، الإيجابية منها والسلبية على حدٍ سواء ، وعليه فإن نظرة الناس نحو هذه الثورة أمست مختلفة تماماً ، ففي الوقت الذي تبعث فيه على الإعجاب في نفوس العددين من المستفيدين منها في علاج مشكلات عديدة ، إلا أنها تبدو مروعة لاسيما عندما يتعلق الأمر بتهديد أمن وحياة المجتمعات الإنسانية ، وعين الرضا عن كل عيب كليلة ـــ ولكن عين السخط تبدي المساوئ ، ومن هنا تبدأ ملامح إشكالية البحث بالظهور . إضافة إلى ذلك ، حمل الفضاء الإلكتروني كظاهرة جديدة في العلاقات الدولية تفاعلات وعلاقات إنسانية إيجابية سلمية قربت البعيد واختزلت عاملي الزمان والمكان من جهة ، وإلى جانب ذلك ما حمل هذا الفضاء من صراعات جاءت تعبيراً ونموذجاً آخر ممتداً للنزاعات التقليدية التي تخوضها الدول أو الحركات الراديكالية على خلفيات دينية أو عرقية أو إيديولوجية أو حتى مصلحيه تتعلق بتنافس بين الشركات متعددة الجنسيات من جهة أخرى، وهذا هو الجزء الآخر من إشكالية البحث . علاوة على ذلك ، فإن للثورة المعلوماتية وجهها القبيح أو الأكثر قبحاً الذي أخذت ملامحه تزداد يوماً بعد آخر، وأمسينا نسمع عن عنف عصر المعلومات وإرهابه ، وقد أتخذ صوراً مختلفة أشد الاختلاف عما سبقها ، سواء من حيث الأساليب أو وسائل التصدي ، والأهم من هذا وذاك ، من حيث آثارهما على الفرد أو المجتمع الإنساني بصفة عامة . فبعد أن اعتادت المجتمعات الإنسانية ولاسيما المتأخرة في مجال تكنولوجيا المعلومات منها على جرائم الإرهاب التقليدية المتعارف عليها ، بات الإرهاب المعلوماتي أحد أهم مظاهر ، بل ومخاطر العصر الراهن. وهذا هو الجزء الآخر من إشكالية البحث. يضاف إلى ذلك ، هو غياب وقصور القوانين المواكبة للتطورات التكنولوجية مما يساعد على انتشار جريمة الإرهاب المعلوماتي في العديد من دول العالم ولاسيما الدول النامية ومنها الوطن العربي ، حيث إن المشرع العربي والعراقي لم يشرعا قانوناً أو قوانيناً تواكب متغيرات العصر الرقمي مما يتيح لذوي النفوس الشريرة والضعيفة سواء من الداخل أو الخارج أن يرتكبوا جرائم عبر وسائل هذا العصر دون وجود رادع لهم ، وهذا الجزء المهم الآخر من إشكالية البحث . علاوة على ما تقدم ، فإن إشكالية البحث تتمثل في الإجابة عن التساؤلات الآتية : ما المقصود بالإرهاب ؟وما المصطلحات والمفاهيم ذات العلاقة به ؟ وما أسباب التطرف والإرهاب ؟ ما المخاطر والمخاوف والآثار الإرهابية للثورة المعلوماتية على المجتمع الإنساني في الوقت الراهن ؟ ما المقصود بالإرهاب المعلوماتي ؟ وما التسميات التي تطلق عليه ؟وما خصائصه ؟ ما أنواع الإرهاب المعلوماتي ؟ ومن هم الفاعلون ؟ وما طبيعة التهديد الجديد للإرهاب المعلوماتي ؟ وما الصراعات والإشكاليات التي يطرحها هذا النوع من الإرهاب؟ ما الآليات اللازمة للحد من الإرهاب والإرهاب المعلوماتي . أهمية البحث : تأتي أهمية البحث من أهمية موضوعة البحث ذاته وهو الإرهاب بوصفه يعد أحد أهم مخاطر العصر المعلوماتي الراهن ، حيث بات الإرهاب المعلوماتي خطر عميق الدلالة والأثر على الفرد والدولة ، إذا ما علمنا أن الجريمة الإرهابية باتت تصل إلى كل أفراد المجتمع ولاسيما تلك الأسرة التي تمتلك الحاسوب والإنترنت مضافاً إليه التلفزيون المرتبط بالأقمار الصناعية (الستلايت) علاوة أجهزة الموبايل المحمول ،إضافة إلى ذلك ، أن أهمية البحث تأتي من خلال كشف النقاب عن قصور المشرع القانوني العربي والعراقي، الأمر الذي يتطلب إعلام المعنيين بالشأن القانوني بخطورة الموقف الذي يتعرض له المجتمع العربي والإسلامي بشكل عام والمجتمع العراقي بشكل خاص من خطورة الإرهاب المعلوماتي .علاوة على ذلك، تأتي أهمية البحث من خلال تسليط الضوء عل ما هية الإرهاب والإرهاب المعلوماتي ومحاولة وضع رؤية لا نقول للقضاء على الإرهاب ، بل للحد من تداعيات الإرهاب المعلوماتي . أهداف البحث : يروم البحث إلى تحقيق الأهداف الآتية : التعريف بماهية الإرهاب التقليدي وإظهار التسميات المرتبطة به . كشف النقاب عن أسباب التطرف والإرهاب . إماطة اللثام عن المخاطر والمخاوف والآثار الإرهابية للثورة المعلوماتية . تسليط الضوء على الإرهاب المعلوماتي من حيث تعريفه ومسمياته وخصائصه . تبيان أنواع الإرهاب المعلوماتي ومن هم فاعليه وطبيعة التهديدات والصراعات والإشكاليات التي يطرحها . محاولة وضع الآليات اللازمة للحد من الإرهاب بشكل عام والإرهاب المعلوماتي بشكل خاص .