الآثار النفسية المترتبة على تعرض الأطفال إلى التهحير القسري

Abstract

لقد شهد المجتمع العراقي بعد دخول قوات الاحتلال في عام ۲۰۰۳ ، ظاهرة اجتماعية في غاية الخطورة، ألا وهي : التهجير على اساس الهوية الطائفية. إذ تفيد الإحصاءات المتعلقة بالمهجرين في الداخل، أن (۱.۹) مليون عراقي هجروا من مناطقهم الأصلية إلى مناطق أخرى (۱). والحقيقة، أن ظاهرة التهجير القسري بعد عام ۲۰۰۳ كانت مفتعلة، ويعد المحتل الطرف الرئيس في افتعالها. ويشير عدد من شهود العيان في مدينة بغداد، أنهم شاهدوا جنود الاحتلال، وهم يلقون بأوراق التهديد على المنازل السكنية؛ بهدف إجبار الأسر التي تشكل أقلية في المنطقة السكنية على الهجرة منها؛ ليتسنى بعد ذلك للمحتل من تشكيل مناطق طائفية؛ ولعل القصد هنا واضح، وهو انشغال الناس بشؤون مناطقهم أكثر من انشغالهم بشؤون الوطن والمتتبع لظاهرة التهجير التي شهدها المجتمع، يجد أنها شملت المناطق المتجانسة اثنياً والمناطق غير المتجانسة. فالمناطق التي تقطنها أقلية شيعية، أو سنية، أجبر الأفراد فيها على ترك منازلهم والانتقال إلى مناطق تقطنها طائفتهم (۲). ولقد ترتب على عمليات التهجير هذه انقسام المجتمع إلى فئتين متصارعتين، تحمل كل واحدة مشاعر عدائية نحو الأخرى. وقد ازدادت هذه المشاعر حدة بمرور الوقت، مما تسبب بأزمة سكنية حادة في عموم مناطق مدينة بغداد. وهنا نصل إلى مسألة لابد من الإشارة إليها وهي أن النزوح إلى المناطق المتجانسة اثنياً، دفع بالأسر الفقيرة إلى السكن في مخيمات (خيم) وسط العراء تفتقر إلى الشروط الصحية، أو السكن في أبنية مهجورة، أو مهدمة، تفتقر هي الأخرى إلى شروط السكن الصحي. ولعل الأهم من ذلك، أن هذه الأسر، أخذت تعاني من مشكلات اجتماعية متعددة،