الحاجات النفسیة الاجتماعیة لدى أطفال العراق في ظل النزاعات المسلحة

Abstract

تعد مرحلة الطفولة من أهم المراحل الارتقائية التي تتشكل فيها شخصية الإنسان، وتتحدد خلالها الملامح المميزة لشخصيته إذ أن شخصية الطفل وتكوينها السليم يعتمد على إشباع حاجاته المادية والعقلية والاجتماعية والنفسية، وكل جهد لا يتناول هذه الأبعاد لا يمكن أن يحقق النمو السليم للطفل، ومن المفروض أن تقوم الأسرة بمهمة إشباع حاجات الطفل الأساسية، وغرس القيم والاتجاهات والأخلاق وتنظيم سلوكه، وتضع الضوابط الاجتماعية التي تنظم علاقة الطفل بالمجتمع الذي يعيش فيه، وإذا تعذر على الأسرة القيام بهذا الدور لأي سبب من الأسباب فإن مؤسسات المجتمع الأخرى تقوم المدرسة ، جماعة الأقران ..... الخ) بهذا الدور، تعد الحاجات على اختلافها مفاتيح لفهم السلوك الإنساني وتوجيهه وضبطه والتحكم به، والتنبؤ بما سيكون عليه في المستقبل. ولأهمية الحاجات، فإن الطفل الذي تلقى حاجاته الجسمية أو النفسية أو الاجتماعية حرماناً مفرطاً أو نقصاً شديدا في الإشباع لا ينمو ولا يسلك بطريقة سوية، وأن هناك احتمالاً عالياً أن يصبح هذا الطفل في البيت أو المدرسة أو المجتمع إنساناً مشكلا سواء في طفولته جامعة ديالي / مركز أبحاث الطفولة والأمومة أو في مراهقته وحتى في رشده. ولأن الحاجات محركات للسلوك فإن الإنسان يسعى إلى الطعام كلما جاع، وإلى النوم كلما تعب وإلى الاتصال بالآخرين كلما شعر بالوحدة، وإلى الغضب وربما إلى القتال إذا استفز أو استثير أو حل بينه وبين حاجاته المهمة والملحة عائق ما. ويستدل على وجود حاجة معينة لدى الفرد من خلال السلوك الباحث عن هدف محدد في العالم الخارجي، وخاصة عند إعاقة هذا السلوك أو بعض جوانبه أو عند إحباطه، وعندما نلاحظ مقاومة الفرد لهذه العوامل المعيقة أو المحبطة ومثابرته في سبيل تحقيق الهدف وإشباع الحاجة . وعليه فإن تجاهل الحاجات وعدم إشباعها يعرض حياة الفرد للخطر ويضر بصحته الجسدية والنفسية. ونظراً لحركية حياة الإنسان، فإن حاجاته تتغير وفق مراحل حياته ومواقفها