Please use this identifier to cite or link to this item:
http://148.72.244.84/xmlui/handle/xmlui/8232
Title: | الطريق غير المسلوك للتعامل مع ظاهرة الإرهاب: الاحتواء وتجفيف المنابع بدلاً من المواجهة |
Other Titles: | عدد خاص (2013): المؤتمر العلمي الدولي الثاني للكلية - إشكالية التداخل بين مفهومي الإرهاب وحقوق الإنسان |
Authors: | البسيوني عبد الله جاد البسيوني |
Keywords: | Terrorism , الطريق غير المسلوك |
Issue Date: | 25-أبر-2013 |
Publisher: | جامعة ديالى/ كلية القانون والعلوم السياسية |
Citation: | https://www.lawjur.uodiyala.edu.iq/index.php/jjps/article/view/319 |
Abstract: | تعد ظاهرة الإرهاب Terrorism، ذات أبعاد متعددة، وهي ظاهرة بيئية، تتناولها بالدراسة علوم اجتماعية متباينة، كل يستخدم مداخله وأطره ومناهجه وأدواته لتقديم تفسير لهذه الظاهرة، من علم نفس إلى اجتماع إلى إدارة إلى اقتصاد إلى أنثروبولوجيا إلى جريمة إلى سياسية، إلى قانون ، وحتى داخل علم الاجتماع، يمكن دراسة الإرهاب كظاهرة اجتماعية من زوايا متعددة، فقد يدرس في إطار الباثولوجيا الاجتماعية، أو في إطار سوسيولوجيا الجريمة، أو علم الاجتماع السياسي، أو كمعوق للتنمية، أو علم الاجتماع القانوني. وأيّاً كانت طبيعة التناول فإن الدراسة الراهنة تدرس الإرهاب كظاهرة اجتماعية، مستندة إلى إطار سوسيولوجي يبحث نشأة ونمو وإنتاج وإعادة إنتاج هذه الظاهرة عالمياً... ويوحي ذلك إلى أن الدراسة الراهنة تنجز في فضاء معرفي أشمل، وبالطبع، فكل فضاء معرفي يملي جملة من التصورات العامة. كما يملي جملة من أدوات التحليل الخاصة، وما من شك في أن التاريخ الحديث قد شهد أكثر من مدرسة نظرية حاولت كل منها أن تفهم الظاهرة الإرهابية انطلاقاً من سياقاتها النظرية وأدواتها المنهجية أولاً، وانطلاقاً من خصوصيات هذه الظاهرة وفق الفترة التاريخية المحددة، ثانياً. لذلك نلمس بوضوح تعدد الأطروحات وتراكم التناولات مما جعل التراث العلمي في تناول الدراسات الاجتماعية لظاهرة الإرهاب تراثاً متنوعاً تختلف نظرته إلى الإرهاب من مدرسة إلى أخرى. وعلى الرغم من ذلك كله، يبقى السؤال مطروحاً في خصوصية الدراسة السوسيولوجية للإرهاب: كيف يتمكن علم الاجتماع من مقاربة هذه الظاهرة، وتشخيصها وتقديم أساليب لاحتوائها بدلا من مواجهتها وفقاً للرؤية السوسيولوجية. وفي ضوء ذلك تتحدد مشكلة هذه الدراسة في: محاولة الاقتراب من مجموعة المقولات التي يمكن أن تفسر سوسيولوجيا الأسباب والعوامل التي تفرز وتنتج الإرهاب كظاهرة اجتماعية عالمية، ثم محاولة تقديم إطاراً لفهم علاقة ظاهرة الإرهاب بغيرها من الظواهر الاجتماعية الأخرى، تأثيراً وتأثراً، ومن خلال استعراض نتائج مجموعة من البحوث والدراسات السابقة حول ذات الموضوع، حاولت الدراسة استعراض سياقات إنتاج الإرهاب وصولاً إلى تقديم رؤية سوسيولوجية للمواجهة. ولهذه الدراسة أهميتها النظرية والمجتمعية، ففي حين توجد حاجة ماسة للتحليلات السوسيولوجية للظاهرة الإرهابية، ولتلافي بعض من هذه الاحتياج، تحاول هذه الدراسة توظيف المنهج السوسيولوجي في دراسة الإرهاب كظاهرة اجتماعية. بالإضافة لذلك هناك حاجة تفرضها الضرورة المجتمعية، للبحث في الأسباب والعوامل التي تنتج العنف بشكل عام والإرهاب بشكل خاص، وكذلك البحث عن آليات صناعة الإرهاب، والعمل على ابتكار أساليب سوسيولوجية لاحتواء الظاهرة الإرهابية، للاستفادة من هؤلاء الذين قد انجرفوا في هذه الأفكار، وإعادة استثمار طاقاتهم وقدراتهم لتنمية المجتمع. وفيما يتعلق بأهداف الدراسة فإنها تتحدد في: محاولة التعرف على طبيعة السياق الاجتماعي الذي يساهم في صناعة الإرهاب، وكذلك البحث عن آليات إنتاجه، ثم التوصل لرؤية سوسيولوجية لاحتواء الإرهاب . وتنطلق هذه الدراسة من تساؤلات محورية هي: ما مسئولية الظروف والسياقات الاجتماعية الاقتصادية في مجتمع معين عن صناعة وإفراز ما يمكن تسميته بالإرهاب كظاهرة اجتماعية؟ وإذا ما كانت هناك ثمة مسئولية لهذه الظروف والسياقات عن ذلك، فهل من سبيل للفكاك ولتجاوز هذه الظاهرة؟ وما أساليب الاحتواء الفعالة لذلك في ضوء الرؤية السوسيولوجية؟ وتتبع هذه الدراسة منهجاً سوسيولوجياً، بمعنى الابتعاد قدر الإمكان عن الأحكام القيمية والنصوص المجردة، فالمقولات المتعلقة بالأحكام القيمية والنصوص المجردة مهمة بلا شك في التفسيرات اللاهوتية والفلسفية، ولكنها بالتأكيد ليست من اختصاص عالم الاجتماع، ففي دراسة الظاهرة الإرهابية لا يكون التركيز على النصوص ولا على التعاليم وأحكامها في حد ذاتها، بل على الأفعال الفردية والجماعية في محتواها الاجتماعي التاريخي ضمن إطار الأوضاع القائمة في المجتمع، بمعنى آخر يوظف في الدراسة منهجا ديناميا ، وليس منهجا سكونيا يحلل النصوص بمعزل عن الواقع الاجتماعي(1). ويركز المنهج السوسيولوجي المستخدم في هذه الدراسة في دراسته للظاهرة الإرهابية على واقع الظاهرة، وليس على ما يجب أن تكون عليه، وبالتالي فيرى الإرهاب على أساس أنه انبثاقي عن الواقع بنظمه وتنظيماته وسياقاته السياسية والاقتصادية والتاريخية، لذلك فستكون آثاره على بقية الأنظمة والوحدات الاجتماعية الأخرى، وهو ما يدعو للنظر في أساليب احتوائه ، في إطار الخصوصية التاريخية لمجتمع معين وطبيعة سياقاته الاجتماعية التي عاشها ويعيش هذا المجتمع. أما عن المنطلقات التي تنطلق منها الدراسة، فمن المهم النظر لظاهرة الإرهاب باعتبارها نتاجاً لتكوين اجتماعي اقتصادي معين، وبالتالي فإنها تختلف من مجتمع إلى آخر، ومن مرحلة تاريخية إلى أخرى، تبعاً للموقع الاجتماعي للدين في المجتمع من جهة، وللخصوصية الثقافية لهذا المجتمع من جهة أخرى، ففي المجتمعات الغربية المعاصرة ونتيجة لعمليات التحديث التي تشهدها بفصل الدين عن الدولة يتضاءل تأثير الدين في الحياة، في حين يظل دوره في إطار المجتمعات التقليدية مركزياً تتسم به مجمل العلاقات الاقتصادية الاجتماعية السياسية... وبالتالي تستدعي عملية تحليل ظاهرة الإرهاب النظر إليها في إطار السياق الاجتماعي الذي صنعها، أو بعبارة أخرى فإن الإرهاب والعنف ليس مسئولية فردية كلية، ولكنه يحدث بفعل ظروف اجتماعية تتعلق بالبناء الاجتماعي بأسره، وحين يصاب ذلك البناء بالخلل فهو ينعكس على عقول ونفسية الأفراد بصور مختلفة فتصاب هي بالخلل الذي يتخذ صورة الإرهاب والعنف(2). وبالتالي، تستدعي عملية تحليل هذه الظاهرة تقديراً وافياً لتمييزها وتعقيدها من جهة، ولتعدد أبعادها من جهة أخرى. ووفقاً للنظرية الاجتماعية فإن هذه الدراسة تحاول اختيار بعض فرضيات الاتجاه السلوكي في دراسة سوسيولوجيا القانون كما تبناه دونالد بلاك Donald Black. |
URI: | http://148.72.244.84:8080/xmlui/handle/xmlui/8232 |
ISSN: | 2225-2509 |
Appears in Collections: | وقائع المؤتمرات في كليات جامعة ديالى / Proceedings of Conferences in The Colleges of Diyala University |
Items in DSpace are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.